قرحه» نص مسرحي قصير (ميني دراما ) وليس ميكروتياترو- حسام الدين مسعد

إن أهم مايميز النصوص القصيره للكاتب العراقي الفذ عمار نعمه جابر أنها مسرحة للحظة مجتزأه من حوار ديالكتيكي بين طرفين كل طرف يحاول ان يقدم حججه وبراهينه للطرف الآخر ولذا فالدهشة التي تصيب القارئ عند مطالعة نصوص عمار تتمثل في براعته ككاتب في طرح التسأولات من خلال نصوصه علي القارئ هذه الأسئله التي تعكس عبثية الواقع المنبثق من الوضع الدرامي لشخصيات وابطال مسرحياته القصيره والصراع الفلسفي الذي تتجلي فيه القيم والجمال .

إن نصه« قرحه» يعكس حالة جدل فلسفي يحتجز الآخر داخل سجن الوهم حتي تتكشف له نسبية الحقيقه .ورغم أن عمار اختار لنصه عنوان «قرحه» إلا أن القرحة اخف وطأة مما تكشف للقارئ حين يطالع هذا النص فجاء العنوان كناية عن الجرح المتقادم وكأن المجتمع مصاب بجرح متقادم هو فقد القيمة والتي طالت المقدس والعفة والموروث والتي رمز لها سيميولوجيا( بعاهرات اليمين المتطرف ) وهذه الجمله وإن كانت علي حسب ماصور الكاتب لنا انها احدي أنواع القرح التي تصيب مجتمعنا إلا انني اراها السرطان الذي ينهش في قيم هذا المجتمع وموروثاته ولذا فإذا كان احد اصناف «القرحة» التي اوردها النص اشد شراسة من وصف القرحة الشامل فإن هناك عدم تجانس في إختيار العنوان اراه مقصود به الجرح المتقادم الذي قد يشكل عجز أصاب المجتمع وابلاه بالضعف والهوان.

أما الذروة التي استهل بها عمار نصه والتي تتشابه مع نصوص الميكروتياترو والتي تمثلت في لحظة الوهم التي اريد بها من الجدل الحواري سجن «الجار» داخل اوهام واطروحات «الزوج» ومن خلال إدعاء واهم من الزوج أنه قتل زوجته ويريد إخفاء جثتها حتي يكتشف «الجار» وكذا تتكشف للقارئ نسبية الحقيقه

إلا أن الفارق بين نص عمار ونصوص الميكروتياترو هي في عملية التحول بالنسبة للشخصيات فالتحول في الميكروتياترو هو تحول مادي ملموس للشخصيات قد يصل الي حل للعقده التي احبكها النص لكن عند عمار هو صراع فلسفي يكتفي بطرح تسأولات تسعي للكشف المعرفي لكنها لا تسعي لحل العقده او محاولة الإجابه علي التسأولات ولذا فإن قرحه اراه نصا ميني دراما .

إن نص «قرحة» هو ديالكتيك (الوهم والحقيقه/الواقع والعبث/الحاضر والماضي/العفة والعهر /الأنا والآخر /المقدس/والمادي /التطرف و المرونة )

لقد قرأت نص يحمل إنعكاس للواقع بشكل عبثي في زمن تم فقد القيمة فيه فأصبح العهر يتسيد المشهد بقلم /حسام الدين مسعد