يتمتع الكاتب والممثل المسرحي “عمار نعمة”بحضور فاعل ومتميز على الساحة المسرحية العراقية، وذلك بفضل رؤى جمالية وفنية ومعالجات وطموحات ساهمت في خلق فضاء معرفي في مسرح انتمى له الكاتب مبكرا “مسرح المقهورين” مع جماعة الناصرية للتمثيل ، ارتبط بهم عن إيمان عميق بدور المسرح في تشكيل الوعي وإثارة التساؤلات الإنسانية والجمالية، حظيت نصوصه جميعها بالتقديم على خشبة المسرح لاهمية مايكتب واثارة في مايجري من استلاب للانسان في بلداننا العربية ظاهرة حجاجية في زمن عالم متقدم ويحترم انسانيته .

عمله اليومي وشاغله المسرح اقول فمابين التاليف والتمثيل أعتقد أن هذه المجالات مجالات إبداعية متصلة، وغير منفصلة، تستمد قوتها من الفعل الكوني للوجود الإنساني، في تعاطيه مع القضايا الكونية. سواء تلك التي تنغمس في طرح السؤال حول اليومي وما يلتصق بهموم المواطن البسيط، أو تلك التي تلامس الأسئلة الكبرى، أسئلة تُعرّج بنا نحو البحث في أسرار الوجود والكينونة البشرية، فحين اشتغل في كل هذه المجالات، تكون هذا الأسئلة، القاسم المشترك الذي يحرك وهج انشغالاته ، وبالتالي ليس هناك تأثير بقدر ما هنا تجاذب وتكامل.
فكل اعماله المسرحية التي كتبها قدمت نالت الاعجاب ،هذا التفرد بالكتابة هو بحث ومعالجة في العوالم النفسية بمعنى انسنة الاشياء بفعل جمالي وعلاقتها مع بعضها ،لانه يعتبرها أساس بنية الفرجة المسرحية..
واخيرا اقول يمكن اعتبارنصوص الكاتب ذاكرة سنوات الرصاص والاستبداد ـ شهادة تاريخية وإبداعية وفنية، تقدم توصيفا لمرحلة مؤلمة من تاريخ العراق واسقاط مايجري مالعد 2003 على تلك الظروف القهرية للانظمة المستبدة ونوعا من الاعتراف لكل من عاش وعايش تفاصيلها. اذن هي شهادة حية ومعبرة على أن الإبداع المسرحي له قوة مؤثرة وتفاعل حي، يدفع المتلقي للانخراط في فهم واستيعاب تاريخ بلده، في مآسيه وأفراحه رغم قليل حضورها.
فالثقافة والفنون والكتابة، رموز تحرس الذاكرة الجمعية وتنير بوصلة الفكر الحداثي الذي يقف سدا منيعا أمام كل الانهيارات ويفتح الطريق نحو التعايش ونبذ العنف وبناء مجتمع العدالة والمساواة والحقوق والمصالحة.
* اما على مستوى انجازاته المسرحية :
– الفوز الكبير الذي حققه الكات في جائزة دبي لعام 2011 محققا المرتبة الثانية على مستوى الوطن العربي وبمشاركة اكثر من الف متسابق ، وعن دار تموز في سوريا ، صدر للكاتب مؤخرا مجموعة مسرحية جديدة تحمل عنوان ( شاورمة ) تضم بين طياتها تسعة نصوص للكاتب تمتد بين عامي 2009 – 2011 ، من بينها نص ( ما كان وما دار .. بين من ملك وما طار ) وهو النص الفائز في مسابقة دبي ، وتضم ايضا نص ( شاورما ) وهو نص يناول حقبة الموت المجاني ، والفتنة الكبيرة التي مرت بها بغداد عام 2006 . وتضم المجموعة ستة نصوص قصيرة تناولت بعض الاشكاليات والهموم الانسانية ، وذلك باسلوب النص القصير ذا الموضوعة الواحدة المقتضبة . وكذلك صدر للكاتب عام 2010 مجموعة ( نادي .. للضحك ) عن دار الشئون الثقافية في بغداد ، وصدرت له عن مؤسسة همم في ذي قار مجموعة ( مقامات نورانية ) عام 2008 .حاز عام 2010 على جائزة الهيئة العربية للمسرح عن نصه ( الطيور لا تعرف الالهة ) في الشارقة . وايضا حاز على جائزة فلادليفيا في الاردن باحسن نص عن مسرحية ( قاع ) . وجائزة الابداع في العراق عام 2008 عن نصه ( نادي .. للضحك ) . المجموعة المسرحية والتي تحمل عنوان نادي للضحك، اسم المؤلف عمار نعمة جابر، سنة الإصدار 2010، عدد الصفحات 127 صفحة، وهي كتاب من القطع المتوسط .
وجاء الكتاب عن خمسة مسرحيات ذات فصل واحد هي : مسرحية قاع، ومسرحية نادي للضحك، ومسرحية حقائب، ومسرحية حلوى، ومسرحية بقايا في قبو، ومسرحية حارس ورئيس . ويذكر أن الكاتب عمار نعمة جابر فاز بالمرتبة الثالثة ضمن مسابقة الهيئة العربية للمسرح عام 2010..بالاضافة الى اعمال مهمة لازالت في طريقها للتمثيل نص شبزي ونص عشبة الخلود…وغيرها