مجدي قطيشات هاني – عمان

اختزل نص مسرحية “قاع” اسباب تفكك الحياة واندحارها في العرض الذي
قدمته فرقة المسرح الجامعي التابعة للجامعة االاردنية على مسرح الحسن
بعمادة شؤون الطلبة في الجامعة االردنية مساء امس في ثاني ايام مهرجان
فيالدلفيا الثامن للمسرح الجامعي العربي.
ومثل كاتب المسرحية العراقي عمار نعمة جابر الحياة بصورة سفينة تحمل
شرائح مثقفة وطاقات ذات دور فاعل في المجتمع ولكنهم يتحولون الى ضحايا
مسلوبة ويتعرضون لالهمال المتعمد والقمع والتهميش.
وقدم العرض الذي اخرجه الطالب في كلية الهندسة ثامر الخوالدة تلك الشرائح
على انها ضحايا مسكونة بالرعب النعكاس معاناة مرضية معدية تبحث عن
ترياق ال تجد له سبيال ليُفتح امامهم بابا ظنوه موصدا فيتجرأ كبيرهم ليكون
اول السائرين على درب الخالص.
ويطرح العرض الذي وظفت عناصر السينوغرافيا فيه بصورة خدمت مشاهده
وان شابها االستخدام غير المبرر لـ”ريبروتوار” المكرر جدلية عدوى
االمراض االجتماعية التي تصيب مجتمعاتنا رغم توفر اليقين “الباب المفتوح”
من طرائق عالجها واالنصراف عنها.
وعلى مسرح اسامة المشيني في جبل اللويبدة عرضت فرقة المسرح الجامعي
في جامعة تشرين السورية مسرحية” رياح الحريق” عن نص
“انسوهيروسترات” االغريقي للكاتب المسرحي الروسي “غريغوري
غورين.”
وبدأ العرض بحاورية متوالية لثالثة ازواج من الممثلين كل زوج منهم يحكي
باداء حواري شفوي فيما يتبعه االخرون باداء مماثل بلغة الجسد عن ثالثة
حرائق رئيسة دخلت مراحل مهمة من التاريخ البشري.
ويجسد الزوج االول حوارية بين ابن العلقمي الذي يسلم بغداد لحارقها هوالكو
ومحاكمة االخير لينتقل على التوالي الحوار الى زوج آخر يجسد االمبراطور
الروماني نيرون الذي حرق روما ومحاكموه.
في حين تركز حوارية العمل االخير التي تمثل بؤرة العرض, على
“هيروسترات” االغريقي الذي حرق معبد “ارتيميدا” الشهير 356 قبل الميالد
بمدينة “افيس” االغريقية التي تقع على ساحل البحر االبيض المتوسط.
وتتلخص الرواية بان تاجرا بسيطا يدعى هيروسترات, يحرق معبد االلهة
االغريقية “ارتيميدا” في “امارة ايفيس” االغريقية التي يحكمها” تيسافيرن”
الفارسي, أضخم معبد في التاريخ وإحدى عجائب الدنيا السبع حيث اعتبر
إحراق المعبد, تحد لإلنسانية جمعاء وكان من المنطق أن يؤدي إلى إعدام
,لكن بدالا من ذلك, حصل العكس تماماا وحيكت مؤامرات عديدة المجرم
حاالا
وخطيرة بينه وبين باقي شخصيات المسرحية, ابتداء من السجان, طمعاا
بالمال, إلى كليمنتا زوجة األمير, طمعا بالمجد والشهرة, إنتهاء باألمير حاكم ا
بالهدوء لترسيخ حكمه وتأكيد
االمارة, طمعا إستمرايته. ا
ويعرض هذا العمل المسرحي الذي اخرجه هاشم غزال ويبدو كأنه يحاكي
احداث العصر, للويالت والفساد في “أزمنة الحرائق” ليسلط الضوء على ان
هذه الحرائق جميعها ومهما تعددت اسبابها حملت دوما آثارا سلبية على
البشرية.