
هذا السومري الاصيل , يمنحك جواز سفر متاح للدخول الى عالمه المسرحي , لدماثة خلقة ومقبولية خله الذب حباه الله سبحانه وتعالى به . الطيبة والخلق الرفيع متمثلا بانسان , حتى قبل ان تحدثه او تتعرف عليه . وعندما تتعرف عليه تجده كما خبرته باستبصار اولي بل دخولك عالمه المهيب .. يعشق المسرح حد الذوبان في حيثياته . وجد الكتابة عنوانا لتجربته المسرحية . ليس هذا وحده , بل ان الكتابة جاءت من احساس عال بقيم المسرح وصدقه , فضلا عن معايشة حقيقية على خشبة المسرح ممثلا لاعماله التي كتبها , والتي لم يكتبها . زايل البراك ردحا من الزمن فاكسبته الخبرة والتجربة مرانا وصقلا لموهبته الالهية في الكتابة والتمثيل , هما قرينان يسيران الى جانب بعضهما , معطرين بخلق انساني رهيف يحببك اليه .
عرفت عمار نعمه في اول الامر من خلال عروض جماعة الناصرية للتمثيل , ومن ثم بالاطلاع على نصوصه المسرحية التي يكتبها والتي اهداني بضع مجموعات منها , فوجدت الكاتب المسرحي الذي يكتب بوعي رجل المسرح الممارس لفعل الاداء عمليا , وبذا فهو يعرف حيثيات واسرار المسرح عن قرب , وقد تجلى ذلك في عناصر النص المسرحي لديه .. وكانت تجربته الاخيرة في بلورة النص الاصلي لمسرحية مفتاح الفرج , وهي تجربة نعتقد انها تمتلك خصوصية متفردة , في كونها تاسس لعرض مسرحي مفتوح , اي بمعنى ان العرض لاينبغي ان يوفر للمتلقي مثلما هي النصوص التقليدية , قصة واحداث وشخوص , تتحرك في تتابع هرمي ينتهي بحلول يضعها المؤلف كما جادت بها قريحته .
في مسرح المقهورين لابد للنص ان يمتلك خصوصية في الثيمة الفكرية للنص , من خلال تناول قضية عامة مطروحة على بساط البحث , وتلك القضية لابد ان تطرح بحيادية تامة , لكي لاينحاز المؤلف الى جهة معينة , وبالتالي يحيد دور المتلقي او يلغيه . ومن هنا كانت المغامرة التيى اظن ان المؤلف والمخرج للعرض قد فكرا وتناقشا كثيرا في تفصيلاتها النهائية . ومن هنا كان نص العرض الذي شاهدنا باسم عمار نعمه . ولم يقف عمار عند حدود تاليف النص فقط , بل انه تصدى لاداء شخصية احد عمال النظافة الذين يحاولون تنظيف ساحة المتظاهرين فيما يمنعهم المتظاهرون باحداث درامية مثيرة . وكان الاداء التمثيلي لعمار نعمه قد تفرد بكونه – كما رايت- درس بوعي فني وجمالي معطيات الشخصية المسرحية التي جسدها , وانطلق من مثابة التفرد بالاداء بالصوت وتلونه الدرامي , فضلا عن الحركة الجسدية , واللازمة الايمائية التي ابتكرها للشخصية ما نراه قد افردها عن بقية الشخصيات التي قدمها زملاؤه في العرض .. تحية لعمار نعمه جابر لانه وفر لنا متعة فنية تمور بالجمال …..