«قاع» اشتباك مع الواقع المهزوم برؤى مختلفة

عمر ابو الهيجاء – الاردن

ضمن فعاليات مهرجان فيلادلفيا الثامن للمسرح الجامعي العربي ، الذي تنظمه عمادة شؤون الطلبة في جامعة فيلادلفيا ومديرية الفنون والمسرح في وزارة الثقافة والدائرة الثقافية في امانة عمان ، تم عرض مساء اول امس على مسرح الجامعة الاردنية بحضور رئيس الجامعة د. خالد الكركي مسرحية”قاع” للكاتب العراقي عمار جابر وأداء فرقة المسرح الجامعي بعمادة شؤون الطلبة في الجامعة الاردنية ، وسينوغرافيا وإخراج: ثامر خوالدة ، وتمثيل: عطية المحاميد ومينا العوالي ونور حسن وآلاء حماد وهشام رضا ولور رابية ونور ابراهيم وحسام العابدين وخالد عبدالله وثامر خوالدة ، والمختارات الموسيقية لمحمد الزيتاوي والاضاءة عادل وأشرف على العمل محمد واصف. وتدور احداث المسرحية حول خمسة اشخاص محتجزين في قاع سفينة حيث تم الحجر عليهم صحيا لإصابتهم بمرض الجرب ، ويحاول الاشخاص الخمسة البحث عن الحلول للخروج من قاع السفينة علما بأن الحل موجود لديهم ألا وهو ان احد ابواب قاع السفينة”مفتوح” امامهم.

والرؤية الإخراجية جاءت بطريقة لا تخلو من الفنتازيا حاول المخرج ثامر الخوالدة استغلال امكانياته ورؤيته المتصبرة للاشياء إسقاط حالة المرض الذي اصاب الاشخاص الخمسة والذي يعانون منه في قاعهم على جرحنا السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي في القاع الاكبر خارج حدود السفينة ، وقد حاول ايضا المخرج خوالدة استخدام عرض داتا شو والمأخوذ من برنامج جول اريث ، وقد خدم هذا النص الى ابعد الحدود حيث تم وضع المشاهد في جو القاع وكذلك الديكور عبارة عن توابيت للشخصيات يقف فيها الممثلون كدلالة على الموت مع وقف التنفيذ.

ونستطيع القول بأن نص المسرحية يختزل ايضا اسباب تفكك الحياة واندحارها ، ويتمثل كاتب هذه المسرحية الحياة بصورة سفينة قلقة من حملها عدة شرائح مثقفة وطاقات ذات دور فاعل في المجتمع بحيث يتحولون الى ضحايا مسلوبة الارادة وكما يتعرضون لألوان من المخاطر ، مثل الاهمال وقمع الكثير من الرغبات والتهميش المتعمد. عمل حاز على إعجاب المشاهدين من الطلبة والمهتمين.